سياسة

عبد الساتر يحذّر “ما يحصل خطير”…. وماذا قال عن الدور الفرنسي؟



لا يمكن غض الطرف عن خطورة ما يحصل مع العودة المفاجئة للمحقق العدلي في ملف المرفأ القاضي طارق البيطار ومباشرته باستدعاء أسماء جديدة إلى التحقيق من بينها قادة أمنيين وقضاة، فهل دقت ساعة الصفر لتفلت الشارع؟

وهل إن السيناريو المحتمل عن دور أوروبي لإعادة مشهد 2005 عبر التذكير بجريمة إغتيال الحريري وبالتالي تصويب الإتهام باتجاه حزب الله في الملف؟

يقول الكاتب والمحلل السياسي فيصل عبد الساتر في حديث الى “ليبانون ديبايت”، “بصرف النظر عن نظرية أن هناك من يحرك المحقق العدلي طارق البيطار أو أن هذا الأمر نابع من اجتهاداته ، لكن ما أقدم عليه لا يمت إلى العدالة بصلة ولا يمت إلى أصول قضائية يمكن أن ينتمي إليها أي قاض في هذا الإطار”.

وبنبه إلى أن هذا السلوك جاء بعد 13 شهراً وهي سلوكيات تعيد الأمور إلى المربع صفر وتنذر بلحظة إنفجار كبيرة على مستوى الوطن، ويسأل هل هذا ما يريده المحقق العدلي؟ وهل هذا ما يريده بأن يصل إلى الحقيقة على حساب أن المساهم الأكبر لإعادة لحظة الإنفجار على مستوى الوطن وكأننا لم نتعلم من كل ما جرى؟

ويصف ما يجري بأنه خطير جداً خصوصاً انه أطلق الرصاص على المؤسسة القضائية وعلى القضاة والحقيقة والعدالة، وهذا ما يفسر الآن الإرباك الحقيقي الذي حصل في المؤسسة القضائية، فكيف يمكن لمحقق عدلي يظن نفسه “شارل ديغول” يدعي على مرؤوسيه ويريدهم أن يمثلوا أمامه كمدعى عليهم”.

واعتبر أنها “سابقة لم نسمع مثلها من قبل في أي مكان بالعالم ، كيف يمكن لقاضٍ أن يطلب الإستماع إلى النائب الأول التمييزي في لبنان وهو الذي يمثل الكرسي القضائي الثاني بعد رئاسة مجلس القضاء الأعلى”.

ويعتقد أن البيطار تصرف بطريقة لم تعد مفهومة إن من وجهة نظر القضاء ولا من وجهة نظر القانون بصرف النظر عن الذريعة التي أدلى بها بأنه استند إلى اجتهاد قضائي وقانوني لأحد القضاة المشهورين في لبنان.

ويرى أن المسألة أبعد من ذلك بكثير لكن لا يريد الدخول في تكهنات، رغم أنه كتب على تويتر:” وكأن القاضي بيطار لم يعد تهمه العدالة والتحقيق في الإنفجار وكأنه يمشي على مهله ليحقق إنفجار لبنان” وهذا ما بدأت بوادره بشكل أو بآخر مع هذا الكم الكبير من الأسماء التي يريد الإستماع إليها وطالعته النيابة العامة التمييزية بأنه مغتصب للسلطة”.

ويقول: نحن الآن في حالة لا نُحسد عليها فأي من الأمور سنسلك إذا ادعت النيابة العامة على المحقق العدلي.

ولا يظن عبد الساتر أن الامر اليوم هو الإنقسام بين من يقف مع البيطار ومن يقف ضده، لأن لا أحد يملك ذرة من العقل ويساند هذا السلوك الذي بدأ به البيطار يوم أمس وتداعياته مستمرة وبدأت تظهر، لأن المسألة أصبحت أبعد من طارق البيطار، لكنها قد تكون اللحظة التي يعبر فيها عن ذروة الإحتقان في لبنان”.

واذ يربط بين ما يحصل وتحليق الدولار الذي قد يصل إلى مستويات عالية وسط انهيار غير مسبوق، كل ذلك جاء بعد اللقاء الذي جمع حزب الله والتيار الوطني الحر فبدل أن يؤثر اللقاء إيجاباً على السوق إرتفع الدولار، وكأن المطلوب عدم إبرام أي إتفاق بين اللبنانيين.

ولا يخفي تشاؤومه إلى حد كبير من أن الأمور بلغت مبلغاً لا يمكن احتماله على الإطلاق والخوف أن ينفجر هذا الإحتقان بالشارع بطريقة أو بأخرى، وليس متأكداً ما اذا كان القاضي البيطار رمى بقراراته إلى مثل هذا السيناريو.

وهو لا يستطيع أن يجزم ما اذا كان البيطار يتحرك من منطلق قضائي أو أن الوفد الفرنسي الذي زاره كان وراء تحريضه، وان كل هذه الشماعة التي رفعت ليس لها علاقة بواقع الأمور وان هناك من يريد أخذ لبنان الى فوضى عارمة، كل الاحتمالات مفتوحة في بلد لم يعد فيه الإتفاق فيه بين اللبنانيين على اي شيئ سوى الوجع على ما يعانونه على كل المستويات.

وعن دور فرنسي محتمل لمحاصرة حزب الله بقرار إتهامي لإبتزازه في ملفات محددة؟ يوضح إذا نظرنا الى الموضوع من ناحية واحدة أعتقد أن التداعيات ستصيب كل اللبنانيين ولن يسلم أحد لا على مستوى الجماعات أو الطوائف ولا الأحزاب، واذا كان المقصود الإمعان في تقسيم اللبنانيين لأخذهم إلى مواجهات مكشوفة فلا يستطيع عبد الساتر أن يحدد من هي الجهة التي يمكن أن تكون جاهزة لتخوض مثل هذه المعركة الإنتحارية.

ويسأل إذا كان الفرنسي له مصلحة بالتصادم في الشارع أو يحاول جس النبض اللبنانية لعله يصل إلى بعض المكاسب السياسية على حساب إيقاع التوترات في لبنان.

ويشير إلى كلام نُقل عن السفيرة الفرنسية أنه أعادت التذكير بملف إغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن الوفد الفرنسي جاء ليكمل المسار الذي بدأ مع إغتيال الحريري، ولا يتوقف الأمر على الفرنسي فالبلد مكشوف للأميركي والإسرائيلي والسعودي والإيراني وكل دول العالم، وكل طرف يلقي باللائمة على غيره.

ويجزم بأن من يحاصرنا هي اميركا وهي من يعاقبنا بمساعدة بعض الدول العربية والاوروبية، ظناً منهم أنهم يستطيعون كسر بيئة المقاومة أو يلووا ذراعها لكن الشعب اللبناني كله يدفع الثمن، وبعض اللبنانيين لا يلتفتون إلى هذا الأمر فيحاولوا قلب الحقائق ويحملون المقاومة وحزب الله المسؤولية، بدل أن يواجهوا حقيقة أن ما يواجهه لبنان هو سيناريو مكتمل الأركان من قبل الولايات المتحدة.

ولا يستبعد أن يتم إتهام حزب الله بالملف لا سيما أن الإجراءات القضائية ذاهبة باتجاهات سلبية، والأمور لا تبشر بالخير خصوصاً إضافة أسماء جديدة إلى لائحة الاستدعاءات، فهذا معناه أنه يريد أن يكون “عنتر زمانو” ولا أحد يقف بوجهه متسلحاً بفقرة قضائية تقول “أنه لا يمكن للمحقق العدلي أن يقيله أحد إلا تحت أمرين إثنين إما أن يتنحى تلقائياً وإما أن يجتمع مجلس القضاء الأعلى ويطلب منه التنحي” وفي الحالتين نحن أمام طريق مسدود.

زر الذهاب إلى الأعلى